انطلقت الحرب العالمية الثانية من القارة الأوروبية في مطلع سبتمبر 1939 فتميّزت في بدايتها بالانتصارات الألمانية الساحقة التي سهّلها أتباع خطّة الحرب الخاطفة. لكن الجيش الألماني اصطدم بإنقلترا التي استطاعت، رغم انعزالها وإنهاكها، من الصمود في الجزر البريطانية وعلى البحار وفي شمال إفريقيا. ولئن استفاد الاتحاد السوفياتي من هذه المهنة باحتلال مناطق بولونية، وفنلندية، ورومانية فإنه سرعان ما استهدف إلى الغزو الألماني ففقد مناطق شاسعة من ترابه. لكن رغم هذه الانتصارات لم يتمكن هتلر من فرض السلم على أعدائه. لقد تحوّلت الحرب الأوروبية سنة 1941 إلى حرب عالمية حين امتدّت العمليات العسكريّة إلى المحيط الهادي بتدخّل الولايات المتحدة بعد أن حطّم اليابانيون أسطولها في قاعدة بيرل هاربور. فتوازنت القوى خلال 1942 رغم سيطرة قوات الحوار على الموقف في جميع الجبهات. ولقد حدث المنعطف الحاسم في مجرى الحرب منذ بداية 1943 حين هزم السوفيات الجيش الألماني في ستالينغراد، واستسلمت قوات المحور في شمال إفريقيا بينما تمّ إيقاف التوسّع الياباني في المحيط الهادي. أصبحت المبادرة الهجومية لصالح الحلفاء الذين قاموا باقتحام "القلعة الأوروبية" في الجبهة الغربية بعد إنزال قواتهم على السواحل الإيطالية والفرنسية وتحرير فرنسا، بلجيكا، هولندة، واحتلال إيطاليا. أما على الجبهة الشرقية فقد أدّى زحف الجيش الأحمر إلى تخليص دول أوروبا الشرقية من النفوذ النازي، واجتياح التراب الألماني إلى أن استسلمت ألمانيا في 8 ماي 1945. فانتهت بذلك الحرب في أوروبا ولم تضع أوزارها في آسيا إلا بعد أن أسقط الأمريكيون قنبلتيهما الذريتين على مدينتي هيروشيما وتغازاكي اليابانيتين في شهر أوت 1945. |